الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا مما تعاني منه، وأن يسهل لك طريق الزواج وإحصان الفرج بما أحل، وأن يجنبك ما حرم.
أخانا في الله لقد وقفنا من خلال رسالتك التي هي عبارة عن شرح لوضع تعيشه ويعيشه للأسف كثير من شبابنا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وصار فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر، وقفنا على حجم المعاناة التي تمر بها وتنغص عليك حياتك، وتشغل فكرك في جل أوقاتك، وهذا بلا شك له أثر كبير في عدم إتقانك لعملك الديني منه والدنيوي، إنها الشهوة وسعارها أعاذنا الله وإياك من شرها، قال صاحب الظلال: فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش اليوم فيه، في عصرنا المريض الدنس الهابط، الذي تهيج فيه الفتن، وتثور فيه الشهوات، وترف فيه الأطماع، كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يثير الفتنة، ويهيج الشهوة، وينبه الغريزة، ويوقط السعار الجنسي المحموم، كيف بنا في هذا المجتمع، في هذا العصر. انتهى.
فاسمع أخي لهذه التوجيهات واعمل بها لعل الله ينفعك بها ويخلصك من هذا الداء:
1- اعلم أخي أن هذه الدار دار ابتلاء وامتحان، قال الله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:1-2}، فهذه الحياة هي دار ابتلاء، حيث يبتلي الله عباده ليعلم المجاهدين منهم والصابرين، كما قال سبحانه في الآية الأخرى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ {آل عمران:142}، وأعظم الجهاد جهاد النفس، وأعظم الصبر الصبر عن الشهوات وعن ما حرم الله. فنوصيك بالصبر، فإن النصر مع الصبر، والصبر مفتاح الفرج، وسيجعل الله بعد عسر يسرا.
2- توكل أخي على الله وحصن فرجك بالزواج من امرأة ذات دين تقنع بما رزقك الله وترضى بحالتك وظروفك المادية، ولا تقف الظروف المادية حائلاً دون إحصان فرجك، فقد وعد الله من أحصن فرجه بالغنى، قال الله تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وعن ابن مسعود أنه قال: التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ. انتهى.
3- استعن بالصيام فإنه لك وجاء أي: وقاية، فالسبيل لإحصان الفرج عن السوء إنما يكون بالزواج، فإن لم تكن ثم استطاعة فيكون السبيل هو كثرة الصيام حتى تفتر الشهوة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه من حديث ابن مسعود.
4- تجنب أماكن الفتن والإغراء، واشغل نفسك بعمل ديني أو دنيوي نافع، ولا تدع للفراغ مجالاً في حياتك.
5- ادع الله وتضرع له والجأ إليه أن يجعل لك فرجا ومخرجا، وعليك بتقوى الله فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا.
حفظك الله من كل سوء ويسر لك سبيل الحلال وجنبك سبيل الحرام إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.