الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المنهج الصحيح الواجب اتباعه في العقيدة والعمل هو منهج أهل السنة والجماعة، فمن كان معظماً لمنهج السلف، متبعاً للكتاب والسنة بفهمهم فهو مستقيم، ومن كان مجانباً لمنهجهم محاداً لفهمهم مقدماً للأهواء والآراء فليس بالمستقيم، إذ ليس بعد الهدى إلا الضلال والردى، وإن الحصيف لا يخالل إلا من كان على المنهج القويم، إذ الطباع سراقة، والصاحب ساحب، وانظر بعض مواصفات الصديق المقارن في الفتوى رقم: 23215.
وإذا قل علماء السنة، فينبغي الالتفاف حول من وجد منهم والأخذ عنهم، وكذلك يمكنك الانتفاع بما يقوم مقامهم عند غيابهم وهو أشرطتهم، وبفضل الله قد انتشرت أشرطة العلماء والدعاة الموثوقين مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وكذلك من أهم وسائل التربية قراءة كتب العلماء والتوفر على دراستها، وذلك وفق منهج متوازن بين العلوم وتقديم الأهم منها، والبدء بعلم المقاصد وفق السلم التعليمي المتدرج، وبإمكانك الاستفادة من المتاح من علماء السنة في وضع سلم تعليمي يتناسب معك، ولا تستوحش من قلة الأخيار الذين ترغب في مجالستهم ففي الكتب عوض عن كثير منهم، قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا؟ قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.
وقال سفيان الثوري: ما العيش إلا القفل والمفتاح، وغرفة تصفقها الرياح لا صخب فيها ولا صياح.
هذا.. ويجب عليك أن تأمر أهلك بالمعروف وتنهاهم عن المنكر بقدر المستطاع، واعتزلهم وقت فعلهم المنكرات إن قدرت، ومن أشرت إليهم من الأصحاب الذين يواظبون على فعل الصلوات في الجماعة ويحضرون مجالس العلم، فإنهم من خير من يتخذ للصحبة، وينبغي غض الطرف عما قد يكون فيهم من جهل، ولا يلزمهم الأخذ بقولك، وترك أقوال علماء ظنوا فيهم العلم والصلاح بل لا يجوز لهم ذلك إذا كنت لا تُعرف بالعلم.
والله أعلم.