الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الله تعالى يبتلي المؤمن بالمصائب ليكفر بها عن سيئاته ويرفع بها درجاته، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها.
واعلم أيضاً أن الله تعالى قد جعل لكل داء دواء، وقد يعلمه الناس وقد يجهلونه، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل. فما أصابك من هذا المرض قد يكون بسبب خلل عضوي، أو بسبب خلل نفسي، فينبغي أن تراجع أهل الاختصاص في كلٍ، وقد يرجع ذلك لشيء من الحسد أو العين أو السحر ونحوها، فينبغي أن ترقي نفسك بالرقى الشرعية إن أمكن، وهو الأولى، ولا بأس بأن تعرض نفسك على من عرف بالاستقامة في العقيدة والعمل ليرقيك، والواجب الحذر من إتيان الكهنة والعرافين، وراجع الفتوى رقم: 3086 ففيها بيان لبعض وسائل علاج الوسواس القهري، وراجع الفتوى رقم: 10981 لمعرفة بعض الوسائل الشرعية لفك السحر وغيره.
ونوصيك بعدم الالتفات إلى ما يرد على خاطرك من وساوس، والواجب عليك الاستمرار في مدافعتها، فإن ذلك علامة خير فيك، وهي لن تضرك ما دمت على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 12436.
ونسأل الله تعالى لك عاجل الشفاء، وأن يذهب عنك شر هذا البلاء، فاعتصم بالله وأكثر من دعائه، فهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
والله أعلم.