الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الضابط أو العلامة التي تعرف بها محبة الله تعالى لعبده هي توفيقه إياه لطاعته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وتيسير النوافل وأعمال الخير عليه.. وصرفه عن المخالفات الشرعية. كما جاء في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.. الحديث رواه البخاري. فهذا هو المقياس الذي تعرف به محبة الله تعالى لعبده؛ لأن الله تعالى لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يعطي الدنيا من أحب ومن لم يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه. رواه الإمام أحمد. وقد يصاب العبد الذي يحبه الله تعالى بالمصائب ومنغصات الحياة فيكون ذلك كفارة لذنوبه وخطاياه ورفعا لدرجاته عند الله تعالى. ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وقد يصاب الكافر الفاجر والعاصي بالمصائب والرزايا.. ليتعظ ويعود إلى الله تعالى وليذوق جزاء بسيطا من عقاب الله تعالى في هذه الحياة مع ما ينتظره في الآخرة من العقاب، قال الله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21}. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 32418 ، 31279 ، 22830. والله أعلم.