الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث الذي أشرت إليه قد أخرجه الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعا ونصه: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة. وفي رواية له أيضا: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لم يؤمن بي دخل النار. والحديث صحيح. وواجب المسلم أن يبلغ هذا الدين حسب طاقته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري. وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليبلغ الشاهد منكم الغائب. فإذا كان السائل يقصد أنه لا يريد أن يبلغ الناس حتى لا يكون سببا في دخولهم النار إذا لم يؤمنوا، فليعلم أنه يجني بذلك على نفسه وعلى الناس، لأنه بامتناعه عن التبليغ يكون قد عصى الله ورسوله، ومن عصى الله ورسوله فقد استحق العذاب. ولأن امتناعه من تبليغ الناس يكون قد حرمهم من الخير الذي إذا اتبعوه نالوا ثوابا كثيرا، وإذا امتنعوا من اتباعه كان دخولهم النار بسبب امتناعهم من الحق لا بسبب أنه هو بلغهم. وهذا الذي أجبنا عنه هو ما فهمناه من السؤال، وإذا كان السائل يسأل عن غير ما بيناه فليوضح مقصوده.