الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المصلي أن يسعى في تحصيل الخشوع في الصلاة ويبعد عنه كل ما يمكن أن يشغله، روى البخاري ومسلم أن عائشة رضي الله عنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام، وقال: شغلتني أعلام هذه فاذهبوا بها إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية. وفي رواية للبخاري: فأخاف أن تفتنني.
قال النووي رحمه الله: معنى هذه الألفاظ متقارب، وهو اشتغال القلب بها عن كمال الحضور في الصلاة وتدبر أذكارها وتلاوتها ومقاصدها من الانقياد والخضوع، ففيه الحث على حضور القلب في الصلاة وتدبر ما ذكرناه، ومنع النظر من الامتداد إلى ما يشغل، وإزالة ما يخاف اشتغال القلب به، وكراهية تزويق محراب المسجد وحائطه ونقشه وغير ذلك من الشاغلات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلة في إزالة الخميصة هذا المعنى...
وعليه، فالذي على الأم أن تفعله هو أن تبعد عنها لعب ابنتها إذا أرادت أن تصلي حتى لا يشغل قلبها عن الصلاة، ومع ذلك، فإنها لو صلت بحضور تلك اللعب أمامها فلا خلاف في أن صلاتها صحيحة.
والله أعلم.