الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم حديث في قمة الصحة، وفيه يحث النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى المجتمع المسلم على اجتناب السبع الموبقات المذكورة، ويحث على الابتعاد عنها.
وما وجدت هذه الموبقات أو إحداها في مجتمع إلا دب إليه الفساد والتفكك والتنافر والبغضاء والكراهية.
ولهذا شدد الإسلام في عقوبة من ارتكب شيئا من هذه الموبقات نظرا لما تسببه من فساد مادي ومعنوي للمجتمعات المسلمة.
ونظرا لأنها تصطدم بمقاصد الشريعة الإسلامية الأساسية، والتي اتفقت على صيانتها الأديان وأصحاب العقول السليمة.
فقد اتفقت دعوة الأنبياء على صيانة الدين والنفس والعقل والمال والعرض والنسب والمحافظة عليها، وارتكاب هذه الكبائر يتنافى مع صيانة هذه الكليات، كما أنه يتنافى مع تكريم الله تعالى للإنسان وتشريفه أن يعبد غير الله تعالى، فمن أشرك بالله تعالى وعبد غيره من المخلوقات فقد انحط عن مرتبة الإنسانية لأنه مخلوق لعبادة الله تعالى وحده، والكون كله مسخر لخدمته لكي يؤدي هذه المهمة العظيمة.
ومن أساسيات الدعوة الإسلامية إقامة مجتمع مسلم متماسك قوي يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ويعمر أرض الله تعالى وفق شريعته كما قال سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه: .... اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ {هود: 61}. ولا يمكن إقامة هذا المجتمع إذا كانت تنخر في جسمه الكبائر والموبقات.