الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يزيل عنك هذا الخوف والوحشة والتعاسة التي ذكرت أنك أصبت بها جراء موت تلك القطط.
ولقد كان من المستحسن أن لا تحرم تلك الدواب من الأمن والعيش في منزلك إلى أن تكبر وتصير قادرة على الدفاع عن نفسها، وفي ذلك أجور كثيرة عند الله تعالى. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له فأدخله الجنة. وفي رواية: قالوا: يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا، قال: في كل كبد رطبة أجر.
ومع هذا، فنرجو أن لا يلحقك إثم فيما فعلت طالما أنك لم تفعله تعمدا لإتلاف الدواب ولا عقوقا لوالديك، وإنما يبدو أنك فعلت ما فعلت ظانا أنه لا يؤدي إلى موت القطط.
والذي أثمت بسببه المرأة المذكورة في الحديث الشريف هو أنها حبست الهرة ومنعتها الطعام والشراب. وروى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
وعليك بالإكثار من الاستغفار والتوبة وأعمال الخير، فإن المسلم مطالب بذلك ولو لم يحصل منه ذنب.
والله أعلم.