الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله أن يصلح حالك ويبعد عنك وعن زوجك من يريد الشر بكما، وعلى الزوج أن يتقي الله في نفسه وفي زوجته وأسرته من هذه العلاقة المحرمة مع هذه المرأة الأجنبية فإن ما يفعله خيانة لله والله سبحانه لا يحب الخائنين. ثم اعلمي أن طلب الطلاق بغير عذر شرعي يبيح ذلك لا يجوز، قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن. ولا ندري ما تعنين بقولك أضعت جنينا هل هو الإجهاض المتعمد إن كان كذلك فتوبي إلى الله عز وجل من ذلك، وراجعي في حكم الإجهاض الفتاوى التالية: 991 ، 2385 ، 5920 ، واعلمي أيضا أن خطأ الزوج وفعله للحرام لا يبرر للزوجة فعل الخطأ لأن كل فرد مسؤول أمام الله عن نفسه ومحاسب عن عمله، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً {لقمان: 33}. وكما قال سبحانه: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ { عبس: 34ـ37} . فتركك للعلاقة السابقة مع الشباب ينبغي أولا أن يكون لله وطاعة له سبحانه، ثم من أجل حق الزوج عليك وحفظا له في غيابه، كما قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء: 34}.ولا يحملنك تمادي الزوج في علاقة محرمة أن تقومي بمثل فعله، فإن هذا الفعل حرام وإن قبله وتعارف عليه أهل بلد فلا عبرة بقبول أهل الأرض جميعا بشيء حرمه الله إذ الشرع ما شرعه الله، والحرام ما حرمه والحلال ما أحله، فعليك أن تعالجي الأمر بحكمة وروية وأن تكسبي زوجك ولا تجعليه يفكر في غيرك، فإن الرجل إذا وجد في زوجته ما يشبع رغباته العاطفية والجسدية لم يلتفت إلى غيرها. وننصحك أخيرا بالالتزام بدين الله فإن في الالتزام بدين الله حفظا للأسر من التفكك، فإن ما نراه ونسمعه من انهيار البيوت وهدم الأسر وحالات الطلاق والفشل في الحياة الزوجية سببه الرئيسي بعد الناس وانحرافهم عن منهج الله في الحياة عموما وفي الحياة الأسرية على وجه الخصوص، فإن الزوج المتدين وكذا الزوجة الملتزمة لا يحصل منهما الخيانة لبعضهما، ويؤدي كل منهما ما عليه من الحق اتجاه الآخر، وهذا أهم عامل من عوامل ترابط الأسرة وتماسكها. والله أعلم.