الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فجزاك الله خيرا على صبرك وتسليمك لقضاء الله وقدره. وحيث إنك مسلم لقضاء الله وقدره وصابر عليه فلا نحتاج أن نبين لك مالله سبحانه على عبده المؤمن من النعمة حتى بالمنع والحرمان، وما في قضائه سبحانه بمنع وحرمان بعض عباده المؤمنين من بعض النعم من خير لهم في الدنيا والآخرة، ولكن نحيلك على الفتوى رقم: 31702، ليطمئن قلبك، وإنما تريد معرفة ما يحصل من الأجر لمن حرم من نعمة الذرية خاصة، فلا شك أن الذرية نعمة وهبة من الوهاب كما قال سبحانه: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً..الآية {الشورى: 49ـ50}.والحرمان من الذرية مصيبة عظيمة والله يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{البقرة:155ـ156}. ويقول تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}. وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 18103، شيئا مما ورد من بشارات قرآنية ونبوية لأهل البلاء والمصائب فنرجو الاطلاع عليها، سائلين الله تعالى أن يأجرك على تلك المصيبة، وأن يجزيك عليها جزاء الصابرين المحتسبين. والله أعلم.