الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فوليمة العرس مندوبة وليست واجبة، فلا إثم على من ترك فعلها، وانظر الفتوى رقم: 54549.
قال الإمام النووي في شرحه لحديث شر الطعام طعام الوليمة: ومعنى هذا الحديث الإخبار بما يقع من الناس بعده صلى الله عليه وسلم من مراعاة الأغنياء في الولائم ونحوها، وتخصيصهم بالدعوة وإيثارهم بطيب الطعام ورفع مجالسهم وتقديمهم وغير ذلك مما هو الغالب في الولائم والله المستعان. انتهى من شرح مسلم.
وعليه، فإذا لم يخص بهذه الوليمة الأغنياء، ولم يدفع عنها الفقراء انتفى كونها شر الطعام، ثم لا مانع من أن يقتصر في الوليمة على قرابته، وتكون وليمة مصغرة حتى لا يشق على نفسه.
وأما توزيع الطعام واللحم بدل جمع الناس عليه في وليمة العرس فلم نجد من أهل العلم من نص على أن السنة تتحقق به، بل يذكرون أن الوليمة مأخوذة من الاجتماع، ولذا فلا ينبغي مخالفة ذلك، والقصد من الوليمة هو الإشهار بالزواج وإعلانه، وهذا لا يتحقق بتوزيع اللحم.
والله أعلم.