الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك إلى وجوب الأدب مع أبيك وحرمة رفع صوتك عليه ولو كنت محقا وكان الصواب في جانبك وانظر الفتويين التاليتين: 28372 50556، وأما بشأن قوله إن (كل من يذهب للصلاة فى المسجد هو مدع وكاذب ومنافق)، فيكفي في رده ما ورد في الشرع كتابا وسنة من الحث على صلاة الجماعة وبيان فضلها، ثم فعل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المؤمنين إلى يومنا هذا ، حتى عد الصحابة التخلف عنها نقاقا ، فكيف يكون الحرص عليها نفاقا ، وعموما فهذا قول متهافت زينه الشيطان لقائله ليكون من المتخلفين عن الجماعات.
ومن التزم بما أمر الله تعالى وبما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم صحيح معتبر لأهل العلم فليس متزمتا ولا متشددا ، أما من جعل من مسائل الخلاف السائغ أمورا يبدع بها ويفسق فذاك هو التشدد والتنطع المنهي عنه، وأما ظنه أنه الناجي وأن غيره الهالك فظن فاسد وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم رواه مسلم عن أبي هريرة.
وأما الاعتماد على الرؤيا لترك السنن والجماعات وسوء الظن بالمسلمين والمسلمات فلا يجوز، والرؤيا ليست مصدر تشريع ، بل تعرض الرؤيا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما وافقهما عملنا به استئناسا وما من لم يوافقهما فهو مردود مرفوض، وأما بشأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فسبق الحديث عنها في الفتوى رقم: 9991
وأما كيف تفعل عندما ترى والدك على أمر تراه مخالفا للشرع ، فقم أولا بمعرفة حكم المسألة عند أهل العلم بسؤال فقيه عالم ورع، فقد تجد أن ما عليه والدك أمرا تظنه بدعة وليس كذلك ، فإن تبين لك أنه بدعة ، فاختر الأسلوب المناسب في عرض الحق إما بمناولته كلام أهل العلم في المسألة وإما بمخاطبته برفق ، وإما أن توكل أحد الصالحين بنصحه ، ولكن تذكر في كل ذلك ما ذكرناه سابقا من وجوب طاعته ، واللين له وعدم رفع الصوت عليه ، إلى غير ذلك مما يجب عليك اتجاهه ، فإن فعلت كل ذلك ولم يجد ، فصاحبه بالمعروف ، واحذر من الوقوع معه في المنكر الذي فعله .
والله أعلم .