الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب المالكية كما في مواهب الجليل والحنابلة كما في مطالب أولي النهى إلى عدم جواز تعدد صلاة العيد لغير حاجة، وذهب الحنفية إلى جواز إقامتها في موضعين، وذهب محمد بن الحسن منهم إلى جوازها في ثلاثة مواضع، وذهب الشافعية إلى جواز تعددها في أكثر من ذلك، والأفضل عند الجميع إقامتها في مكان واحد إذا أمكن، لما في ذلك من الشعور بالوحدة والأخوة ونحو ذلك من المعاني الطيبة، ولما في تكرارها لغير حاجة معتبرة من دعوة للتفرق والنفرة ونحو ذلك.
وعليه، فاختلاف العادات واللغة ونحو ذلك ليس مبرراً للتكرار، بل ينبغي للمسلمين في البلد الواحد أن يقيموا صلاة عيد واحدة في مكان واحد يسعهم جميعاً، لأن في الاجتماع ألفة ومودة، وفي التفرق نفرة وشقاق، وتصح خطبة العيد بغير العربية، كما ذكر ذلك السيوطي في الأشباه والنظائر، وهو الذي استوجهه ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج.
والله أعلم.