الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسكوت الإمام بعد قراءة الفاتحة لإعطاء فرصة للمأمومين لقراءتها مسألة خلاف بين أهل العلم فهي مشروعة عند الحنابلة والشافعية، مكروهة عند المالكية والحنفية، وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية عدم مشروعية السكوت المذكور وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 22283. لكن لا ينبغي وصف الإمام المذكور بأنه آثم أوما فعله حرام، لأن هناك من أهل العلم من قال بمشروعية السكوت المذكور كما سبق. وما قاله صلى الله عليه وسلم للصحابة في شأن منازعته في القراءة قد ورد في حديث صحيح رواه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم، وهو من رواية أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفا، فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال: إنى أقول ما لي أنازع القرآن، قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلوات. وليس في هذا دليل على عدم مشروعية السكوت، وإنما هو دليل على الأمر بإنصات المأموم لقراءة الإمام إذا كان يسمع قراءته.