الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزى الله الأخت المذكورة خيراً على اهتمامها بدينها، وبخدمة أهله ونسأل الله تعالى أن يتقبل منها وأن يعينها، فالعمل الخيري إعانة للمحتاجين، ومساعدة للمعوزين، وإدخال للسرور على نفوس أهل المصائب والأحزان، ودفع لدولاب الحياة بتنمية العلم والعمل معاً.
لكن الله تعالى جعل لكل مكلف ما يناسبه من التكاليف، فالرجل له مجالات تليق به، والمرأة لها كذلك ما يليق بها، فيجب عليك أيتها الأخت السائلة إذا أردت العمل في هذا المجال ألا تختلطي بالرجال بحيث تكوني لهم فتنة أو يحصل بينك وبينهم خلوة، أو تتزيني أمامهم بما يثير في قلوبهم الطمع في الحرام منك، أو تخضعي بالقول فتفتن بك الأسماع، وقد بينا مساوئ الاختلاط على الوضع السائد الآن, وآثاره السيئة في الفتوى رقم: 3539.
ووصيتنا للأخت السائلة أن تجتهد فيما هي بصدده في مجال النساء ولتترك الرجال للرجال، ولتحذر من التعامل مع الرجال ولو بالمكالمات الهاتفية إلا إذا دعت إلى ذلك الحاجة، فإن دعت إلى ذلك حاجة كان الكلام في حدود الحاجة ووفق ضوابط الشرع.
والله أعلم.