الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حافظ على صلاته وصيامه، وحج بيت الله إن كان مستطيعاً، وأدى زكاة ماله إن كان له مال بلغ نصابا وحال عليه الحول، وترك المحرمات فهو ملتزم بدينه، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمن وعده بفعل ذلك (أفلح إن صدق) ففي الحديث عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يُسْمَع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصيام رمضان، قال: هل علي غيره؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق.
فمن كان حسن الخلق قائماً بالواجبات مجتنباً للمحرمات، لا ينبغي أن يرد إذا جاء خاطباً، ما لم يكن عنده ما يمنع من قبوله من نحو عجز عن شؤون النكاح ونحو ذلك.
وأما التعنت في طلب الشروط فقد يكون ضرره أكثر من نفعه، وقد تتجاوز المرأة سن الزواج فيعزف عنها الجميع، نسأل الله لك الخير، وأن ييسر لك الزوج الصالح الذي يعينك على طاعة الله وتربية الأبناء تربية صالحة.
والله أعلم.