الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد ذكرت أخانا السائل في سؤالك أن زوجتك قد ندمت على ما بدر منها وأنها تابت إلى الله من ذلك الذنب، وبالتالي، فلا مانع من أن تعطيها فرصة أخرى تثبت فيها صحة توبتها وحسن نيتها، ولك في ذلك الأجر والثواب إن شاء الله لأنك سترت على مسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ستر مسلما ستره الله. ويقول عليه الصلاة والسلام: لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة. رواه مسلم. وعليك أن تبادر أنت أيضا بالتوبة والاستغفار والندم والعزم على عدم العودة لما اقترفته من معاص، ولعل ما أصابك من أهل بيتك هو بسبب معصيتك، فعليكما بالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في حياتكم الزوجية بعيدة عن الوقوع في كل ما يغضب الله وأبشرك بقوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. إلى أن قال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا {الفرقان: 68-71}.
أما سؤالك عن الشخص الذي كان على علاقة بأهلك فلتترك أمره إلى الله، ولا تكون بذلك ديوثا ولا جبانا، ولا فائدة من أن ترفع في وجهه قضية زنا بامرأة متزوجة، لأنك لا تملك الأدلة الكافية التي تدينه بها أمام القضاء، بل إن من رماه بارتكاب الفاحشة بدون بينة على ذلك يعد قذفا وبالتالي، فلن تستفيد من هذه الدعوى شيئا سوى التشهير بأهلك وكشف الستر عنهم وتشويه صورتهم في المجتمع كما ذكرت، وكذلك طريقة الاقتصاص منه، فإنك ستدرأ مفسدة بمفسدة أكبر منها، وسوف تعالج خطأ بخطأ ربما يكون أكبر منه، فما عليك إلا الصبر وأن تشكوه إلى الله، فإنه نعم المولى ونعم النصير.
والله أعلم.