الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليكم أن تكثروا من الدعاء بالرحمة والمغفرة لأبيكم، وأن تتصدقوا عنه بما استطعتم، وتهدوا له ثواب ما تيسر من أعمال الخير والبر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له بالخير. رواه مسلم.
وفي الصحيحين أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم.
وروى الإمام أحمد والنسائي أن سعد بن عبادة ماتت أمه، فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء.
وقبل هذا وأهم منه وآكد قضاء الديون التي كانت في ذمته قبل وفاته للعباد، فحقوق العباد مبناها على المشاحة، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. رواه مسلم.
فالدين وحقوق العباد أمرهما عظيم، وعليكم أن تبحثوا في قريتكم وخارجها عن من له حقوق على والدكم حتى تؤدوا عنه هذه الديون، ويمكن أن تستخدموا ما تيسر من وسائل الإعلان عند الجوامع بأن تطلبوا ممن له حق على فلان بن فلان أن يأتي إلى مكان كذا وكذا، وأن يكون معه ما يثبت حقه، ويمكن أن تستخدموا الإعلان في وسائل الإعلام.
وما ذكرت من النقصان الذي حصل في نصيب أختيكم فليس دينا على أبيكم ولا علاقة له به، فهذا عليكم أنتم الذين وزعتم التركة بعد وفاته، ورفع القلم عنه.
والله أعلم.