الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح أن الله تعالى يخلف النفقات التي يخرجها العبد في سبيله، وينفق على المنفقين من عباده، قال الله عز وجل: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ:39}، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك، وقال: يد الله ملأى، لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار... الحديث.
وجاء في الخبر الصحيح أن صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر. روى الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.
فهذا الحديث الآخير يأمر بصلة الرحم، ويحث عليها من أحب البسط في الرزق وطول العمر، فهو يفيد إذاً أن طلب الرزق وطول العمر عن طريق صلة الرحم لا يعد مذموماً، ويقاس عليه فعل الصدقة من أجل ذلك، وعليه فإن من تصدق بنية أن الله يعوضه في الدنيا ما يعينه على الزواج لا يعد آثماً، ولكن الأولى للمسلم أن يطلب بجميع أعماله وجه الله لا غير، والله تعالى سيجزيه في الدنيا والآخرة بما هو خير له.
والله أعلم.