الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالأفضل للشخص المذكور إظهار حفظه للقرآن إذا ترتب على ذلك اقتداء غيره به أو تعلمه منه مع السلامة من الرياء. قال الخادمي الحنفي في بريقة محمودية: وبالجملة الإخفاء في العبادات التي لا يلزم إظهارها ولم يسن كما في بعض النسخ أفضل من الإظهار لخلوه عن احتمال الرياء، ويكون معاملة خاصة بينه وبين مولاه إلا عند التيقن فلا يفيد الظن فضلا عن الشك بقصد التعليم لمن لا يعلم والاقتداء يشمل التعليم لمن يعلم ولكن لا يعمل فالإظهار حينئذ أفضل لأنه عبادة متعدية، وفيه إيقاظ النائمين، وإرشاد الغافلين، وترغيب للخير فلا ينبغي أن يسد باب إظهار العمل. انتهى. وهذا الإخفاء المذكور لا يعتبر من كتمان العلم الذي يترتب عليه الوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه سلم: من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. رواه ابن ماجه وأبو داود وصحح الشيخ الألباني هذه الرواية. لأن هذا الوعيد إنما هو في كتمان العلم الذي يجب تعلمه، ففي تحفة الأحوذي: قال السيد هذا في العلم اللازم التعليم كاستعلام كافر عن الإسلام ما هو، وحديث عهد به عن تعليم صلاة حضر وقتها، وكالمستفتي في الحلال والحرام فإنه يلزم في هذه الأمور الجواب لا نوافل العلوم الغير الضرورية. انتهى.