الغناء يورث القسوة والمعاصي والنفاق والغفلة.
3-7-2001 | إسلام ويب
السؤال:
سيدي لدي شقيقة تسمع الأغاني وتشاهد الأفلام وقلبها قاس على شقيقاتها فهل هذه القسوة من الأغاني أم هي موروثة. وللعلم فهي تشعر دائما بالقلق الشديد نتيجة تقصيرها في النوافل وقراءة القرآن والتسبيح وتأخير الصلاة فما نصيحتك لها؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن كثرة المعاصي تورث قسوة في القلب، وتؤثر على التزام المرء بالطاعات، ومن تلك المعاصي سماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام الخليعة والهابطة التي يكون فيها التبرج والاختلاط بين الرجال والنساء، كما هو الغالب على أكثر الأفلام، والواجب على من ابتلي بشيء من ذلك التوبة والرجوع إلى الله، وإذا كان الحال كما ذكر السائل من كون أخته تسمع الأغاني، وتشاهد الأفلام، وتشعر دائماً بالقلق مع تقصيرها في (النوافل، وقراءة القرآن، والتسبيح)، وتأخير الصلاة، فإننا ننصح هذه المرأة بتقوى الله والابتعاد عما ذكر حتى تشعر بحلاوة الإيمان وطمأنينة القلب وراحة النفس، فإذا أقلعت عن تلك المعاصي فإنها ـ بإذن الله ـ ستقبل على قراءة القرآن، والتسبيح، وستحافظ على الصلوات في أوقاتها، وستصل رحمها ولا تقسو على شقيقاتها، لأن الشيطان هو الذي يزين للمرء مخالفة أوامر الله، قال تعالى: (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) [النمل: 24].
والغناء مزمار الشيطان يستخدمه الشيطان في صدّ الناس عن القرآن والهدي، إضافة إلى أن الغناء ينبت النفاق في القلب. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: اعلم أن للغناء خواصَّ لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء. فمن خواصه: أنه يُلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغيّ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيِّج النفوس إلى شهوات الغيّ فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصْل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبانٍ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان..إلخ. انظر إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم (1/352) ويقول أيضا: فمن علامات النفاق: قلة ذكر الله، والكسل عند القيام إلى الصلاة، ونقر الصلاة، وقل أن تجد مفتوناً بالغناء إلا وهذا وصفه…إلخ (1/354).
وبناءً على ما سبق فإننا ننصح ـ السائل الكريم ـ أيضا بأن يترفق بأخته المبتلاة وأن يدعوها بإحسان، وأن يبين لها خطورة تلك الموبقات، وأن يصلها و يحسن إليها حتى ولو كانت قاسية القلب على شقيقاتها، فإن ذلك مما يعين على قبولها النصيحة منكم، وعلى فرض أنها ورثت شيئاً من قسوة القلب، فإنه يمكن مداوة ذلك بالمواعظ والإحسان من طرفكم، فإن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يصبر يصبره الله. ثم إن كثرة الطاعات تلين القلب وترققه وتذهب قسوته، وتشرح الصدر وتريح النفس، ولذلك فإننا نأمل أن تعود هذه الأخت إلى رشدها، وفق الله الجميع لصالح الأقوال والأعمال. والله أعلم.