الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تفسير الحديث قد سبق في الفتوى رقم: 39427.
وأما ما قاله الشخص فإنه باطل في مسألة ترك العاصي لبعض ما قدر عليه من الطاعة، فإن العبد مكلف بامتثال أمر الله في جميع شعب حياته عملا بقول الله تعالى: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً {البقرة: 208}. وبقوله: وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ {آل عمران: 119}.
ولكن تقصيره في عمل ما لا يسوغ تقصيره في الأمور الأخرى فهذا الذي قاله هذا الشخص من تلبيس إبليس على الناس، حيث يبعدهم عن الطاعات فيوهمهم بعد ذلك أن الله لا يغفر لهم، وأما التزامه بجميع الطاعات فإنه أمر شرعي يجب التزامه، فلا يليق بمن يصلي أن يقصر في الطاعات ولا أن يقارف المعاصي، بل عليه أن يجتهد في إصلاح صلاته حتى تكون ناهية له عن الفحشاء والمنكر. قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: 45}.
والله أعلم.