الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجب على هذا الرجل صلاة لفقدان العقل، ويتضح ذلك من خلال عدم إدراكه ما حوله، وكذا بعدم التفريق بين الليل والنهار، والعقل هو مناط التكليف فإذا زال العقل سقطت التكاليف كلها من صلاة وصيام وغيرها. والواجب عليك طاعته قدر استطاعتك، وما عدا ذلك فلست مؤاخذة به ولا محاسبة عليه. واعلمي أن حق والدك عليك عظيم فاتقي الله تعالى وقومي به خير قيام، فهو باب لك إلى الجنة فلا تفرطي فيه، واضبطي أخلاقك وأعصابك، واذكري أن والدك وصل إلى المرحلة التي أكد القرآن الكريم على الإحسان إلى الوالدين فيها وخفض الجناح لهما وبالقول الكريم ونهى أن ينهرا أو يقال لهما أف. قال تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {الاسراء: 23}. قال العلماء معنى الآية: لا تقل لهما كلاما تتبرم فيه بهما فإذا كبرا وأسنا فينبغي أن تتولى من خدمتهما مثل الذي توليا من القيام بشأنك وخدمتك ولا تنهرهما أي لا تكلمهما ضجرا صائحا في وجوههما. إذا علمت هذا أختى السائلة فلا تعودي إلى مثل ما ذكرت مع والدك من رفع الصوت عليه وعدم معاملته المعاملة اللائقة بمثله وما وقع من ذلك عن طريق الغلبة وعدم السيطرة على النفس فنرجو أن يغفره الله تعالى بالتوبة لكن يجب أن لا تعودي إليه.
والله أعلم.