الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يتضح من كلامك أنك على علم بتحريم التدخين وعلى علم بأهمية الصبر وترك الغضب، وأما استشعار النعم فهو أمر ضروري، فقد حض الله على تذكرها وشكرها، فقال: فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الأعراف:69}، وقال تعالى: وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {النحل:114}، وقال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}
ومن أعظم ما يعين على استشعار النعم كثرة التأمل فيها والنظر في حال من هم أقل حالا منك، ففي الحديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. رواه مسلم والترمذي.
وأما تمنيك لنفسك الإصابة بمثل ما أصيب به المصابون فهو خلاف المشروع، فقد شرع للمسلم عند رؤية المصابين أن يحمد الله على العافية، ويدعو الدعاء المأثور ليعافى مما أصيب به المبتلى، ففي حديث الترمذي: من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يصبه ذلك البلاء.
وأما قراءة القرآن فإنه يؤجر التالي عليها، كما في الحديث: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها. رواه الترمذي.
ويجب على قارئه أن يعمل بما فيه حتى يكون من أهله حقا ويشفع فيه، لما في حديث مسلم: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما.
وإذا حصل من الإنسان تقصير في العمل بالقرآن، فإنه يأثم بقدر تقصيره ومعاصيه، وتجب عليه التوبة، هذا وننصحك بالبعد عن الفراغ والانفراد، وعليك بصحبة الأخيار ومجالستهم، وكثرة النظر في فضائل الأعمال وسير السلف الصالح، وأكثر من الدعاء والصدقات والنوافل، وراجع في حكم التدخين، وعلاج الغضب، وفضل التلاوة، وعلاج الهم والقلق النفسي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32180، 1819، 3086، 13277، 31447، 17652، 30754، 49523.
والله أعلم.