الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التمايل بالرأس والدوران بدعة مخالفة لمنهج السلف، فقد كان الصحابة يجلسون مع الرسول صلى الله عليه وسلم بهدوء كأنما على رؤوسهم الطير، وأما إدخال الإبر والأسلاك الحديدية في الجسد فهو من السحر الذي يسمى سحر العين، يفعله الدجالون ليوهموا الناس أنهم أصحاب كرامات، وأن الحديد لا يضرهم.
وقد ذكر القرطبي في التفسير أنه: سئل الإمام أبوبكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ واعلم أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم: ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشياً عليه، ويحضرون شيئاً يأكلونه، هل: الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين، وهذا القول الذي يذكرونه.
يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفرق والزلل.
واعمل لنفسك صالحاً ما دام ينفعك العمل.
أما الشباب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل.
وفي مثل هذا ونحوه..
الجواب: -يرحمك الله- مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين. وبالله التوفيق، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 8500، 27699، 11073.
والله أعلم.