الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاليزيدية فرقة منحرفة نشأت سنة 132 هـ أثر انهيار الدولة الأموية، وقد كانت في بدايتها حركة سياسية تتبلور في حب يزيد بن معاوية، ثم تحولت إلى طريقة عدوية نسبة إلى عدي بن مسافر الأموي، وانحرفت حتى وصل الأمر إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون عليه اسم طاووس ملك.
ومن أهم معتقداتها: استنكار لعن يزيد خاصة، استنكارهم اللعن عامة حتى أنهم وقفوا أمام لعن إبليس في القرآن واستنكروا ذلك، فطمسوا كل كلمة فيها لعن أو شيطان أو استعاذة، وأخذوا يقدسونه -أي إبليس- لأنه الموحد الأول عندهم، حيث إنه لم يسجد لغير الله، ولأنه بطل العصيان والتمرد، لديهم مصحف يسمى (الكتاب الأسود)، يقولون عند الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله، يصومون ثلاثة أيام من كل سنة وهي تصادف ميلاد يزيد بن معاوية، يصلون في ليلة منتصف شعبان ويزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة، يعتقدون أن عدي بن مسافر الأموي هو الذي سيحاسب الناس يوم الحشر، وأنه سوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة، يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي، يصل التعدد عندهم إلى ست زوجات، يحرمون الكثير من الأطعمة، لهم أعياد خاصة كعيد المربعانية والقربان والجماعة، ولهم ليلة يسمونها (الليلة السوداء) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور، ويحترمون الدين النصراني حتى إنهم أخذوا عنهم التعميد، داخلتهم عقائد المجوس والوثنية، فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية. تنتشر هذه الطائفة في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق، ولهم جاليات في بعض الدول الأوروبية، لغتهم هي الكردية وبها كتبهم، ولمزيد من المعلومات يمكنك مراجعة كتاب (اليزيدية حاضرهم وماضيهم) تأليف عبد الرزاق الحسني.
وأما عن الأكل من طعامهم فإنه لا يجوز الأكل من ذبائحهم، لأنهم ليسوا من أهل الكتاب، أما ما سوى ذلك من الأطعمة فلا حرج في أكله، وكذلك لا حرج في الأكل في آنيتهم إلا إذا علمت نجاستها، أو كانت من الذهب والفضة، قال في الموسوعة: وأما أوانيهم فقال أبو الخطاب: حكمها حكم أواني أهل الكتاب، يباح استعمالها ما لم يتحقق نجاستها. انتهى.
واعلم رحمك الله أنه ينبغي هجر هؤلاء الطلاب في الله حتى يتوبوا، كما ينبغي عدم قبول هديتهم ودعوتهم وزيارتهم إلا لمصلحة دينية كدعوتهم للإسلام وتبين ماهم عليه من كفر، وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32852، 27185، 55038.
والله أعلم.