الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة حديث ضعيف، وقد نسبه بعضهم إلى الوضع منهم ابن تيمية، وتبعه الألباني في الضعيفة. وقد ذكر صديق حسن خان في حسن الأسوة، والتبريزي في المشكاة أنه رواه رزين عن حذيفة. وقال العجلوني في كشف الخفاء: حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا، وذكره الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا سند عن علي رفعه، وقال ابن الغرس الحديث ضعيف، ورواه البيهقي أيضا في الزهد، وأبو نعيم من قول عيسى ابن مريم. ولأحمد في الزهد عن سفيان قال: كان عيسى ابن مريم يقول حب الدنيا أصل كل خطيئة والمال فيه داء كثير، قالوا: وما داؤه؟ قال: لا يسلم صاحبه من الفخر والخيلاء، قالوا: فإن سلم، قال: شغله إصلاحه عن ذكر الله تعالى. وعند ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان له أنه من قول مالك بن دينار. وجزم ابن تيمية بأنه من قول جندب البجلي، قال في المقاصد: وبالأول يرد عليه وعلى غيره ممن صرح بالحكم عليه بالوضع أي كالصغاني لقول ابن المديني مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها، وقال أبو زرعة: كل شيء يقول الحسن فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث.