الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإسلام منهج عظيم متكامل له عقيدة وعبادات وأخلاق وقوانين تضبط سائر أنواع التعامل فيه، والحجاب للمرأة هو عنوان الحياء ورمز العفة، وإذا خلعته وفرطت فيه، فإنها تكون قد جعلت نفسها سلعة رخيصة، وتعرضت لعبث العابثين، وهي مع ذلك قد عصت ربها حيث قال تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب: 35}.
والمؤمنة التقية يجب أن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما هو باد في أقوالها وأفعالها بعيدة كل البعد عن فعل نساء الجاهلية من التبرج والسفور، قال تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33}.
والتركيز على الحجاب بالنسبة للمرأة لا يحول دون التركيز على أركان الإسلام، وعلى الالتزام بالصدق وحسن معاملة الجار، وغير ذلك من الأخلاق الفضيلة التي حث عليها الإسلام ودعا لها، كما أن التركيز على هذه الأمور لا يحول دون التركيز على الحجاب، والمسلم التقي يطبق أوامر الله كلها، ولا يقبل المساومة في شيء منها مهما كان خفيفاً في أعين ضعاف الإيمان ومرضى القلوب.
ثم إننا ننبه إلى أن الأضرار المترتبة على تركه أكبر بكثير من الأضرار التي تترتب على ترك بعض الواجبات الأخرى أو فعل بعض المحرمات، والسبب في ذلك هو أن عدم التزام الحجاب يعني وجود التبرج، والتبرج يؤدى إلى انتشار الفواحش وانتشار ما يؤدي إلى اختلال الأمن وظهور الأمراض الفتاكة وتفكك الأسر، وانفصام الروابط هذا بالإضافة إلى الوقوع في السخط والتعرض لنزول العذاب الشامل، فالمحصلة النهائية هي: خسارة الدنيا والآخرة. وانتشار السيدا (فقد المناعة) وغيره من الأمراض الفتاكة والتي لا توجد إلا حيث يوجد التبرج والتحلل يكفي لبيان وجه الصواب في التركيز على الحجاب...
والله نسأل أن يرد الأمة إلى رشدها ويمسكها بكافة تعاليم دينها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.