الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي وفقك لأداء الصلاة في وقتها، فذلك من علامات الإيمان، ولتحصيل لذة العبادة ينبغي أن تستشعر أن كل عبادة تؤديها تقربك إلى الله، وأن الله ينظر إليك حين أدائك لها، وأنك ربما تموت بعد انتهائك من هذه العبادة، كل ذلك سيدفعك لتحسين العبادة وتجويدها، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
هذا، وننصحك أن لا تؤدي العبادة في مكان فيه قوم لاهون بتلفاز أو موسيقى حتى يجتمع قلبك عليها.
واعلم أن صلاة الجماعة واجبة على الأرجح من قولي العلماء، وأن تاركها بدون عذر آثم، وانظر الفتوى رقم: 1798 والفتوى رقم: 1415.
واحذر أن تخاف من اطلاع الناس عليك حال المعصية ولا تخاف الله، فإن هذه هي حال المنافقين. قال تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ {النساء: 108}. وقال أيضا: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ {التوبة: 62}.
فاحذر أن يراك الله حيث نهاك، واعلم أن لذات الدنيا فانية، وأن متعها زائلة، وأن الآخرة خير وأبقى، وأن الشهوة تنقضي ويتبعها الألم والحسرة، فلا يفيق العبد إلا وقد دهمه الموت، وقد اسودت صحائف أعماله، فيندم وقت لا ينفع الندم.
هذا، ونوصيك باتخاذ رفقة من الشباب الصالحين، واعبد الله معهم، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
والله أعلم.