الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما يقوم به هؤلاء الدعاة والشيوخ من إلقاء الدروس والدعوة إلى الله تعالى أمر واجب يوجبه الشرع، ويحتمه الطبع، وخاصة في تلك الأماكن المحرومة من هدي النبوة ونور الرسالة، فالواجب على كل مسلم أينما كان أن يدعو إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والطريقة المناسبة، امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولنا من بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حيث يقول تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}.
ومن المقرر في علم الأصول أن الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم يعم أتباعه من بعده، كما قال العلامة الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في المراقي:
وما به قد خوطب النبي * تعميمه في المذهب السني.
وقال الله سبحانه وتعالى آمراً لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأتباعه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}، فما يقوم به الدعاة في هذه الأماكن وفي غيرها من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصيحة الناس، وتوجيههم إلى الخير، وترغيبهم في الدين... هو واجب كل مسلم، وقد تخلى عنه مع الأسف كثير من أبناء المسلمين حتى أصبحوا اليوم هم أحوج إلى الدعوة من غيرهم، فالواجب على المسلمين أن يتعاونوا على أداء هذه الفريضة العظيمة، وخاصة في بلاد الغرب، كما أمرهم الله تعالى بقوله: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
والله أعلم.