الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من مقاصد الزواج العظمى الألفة بين الزوجين، كما قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم:21}، ولكي يستمر هذا الود لا بد لكل من الطرفين من الصبر والتحمل ثم معرفة كل منهما حق الآخر عليه، فالزوج مثلاً يجب عليه أن يسعى لتحصيل النفقة وتوابعها لزوجته، وانظري الفتوى رقم: 19453.
ومن المستحسن إن كان للزوجة مال وزوجها فقير أن تساعده، فتكسب بذلك الأجر من الله تعالى إلى جانب ود زوجها، فهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم واسته بمالها فنالت شرف الدنيا وعز الآخرة، أخرج الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت: فغرت يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق، قد أبدلك الله عز وجل خيراً منها قال: ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس.
وعلى هذا ندعوك إلى مواصلة مساعدة زوجك والوقوف إلى جانبه، ومحاولة تشجيعه على البحث عن عمل يدر عليكم خيراً ويصلح الله به الأحوال، وبخصوص ما ذكرت من الرغبة في الاتصال بزوجك والتعرف على أحواله فهو محمود، لأنه يدل على العشرة الطيبة، وكونه هو لم يبادر إلى ذلك فربما كان ذلك عن ضيق يد كما فهمنا من ذكرك لحاله.
أما فيما يتعلق بما ذكره أهلك بأنه بمرور مدة ستة أشهر على عدم اتصال زوجك، فإن الطلاق يقع، فإن هذا الكلام لا أساس له في الشرع، وإنما أنت زوجة له ما دام لم يصدر منه لك طلاق باختياره أو بحكم حاكم.
هذا وننبه أهلك إلى أن تدخلهم بينك وبين زوجك بما يفسد العلاقة بينكما مع رضاك أنت بحالك مع زوجك هو معصية يجب عليهم الحذر منها، ويدخل في حكم التخبيب وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أحمد وأبو داود، وصححه السيوطي والألباني.
والله أعلم.