الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى علام الغيوب، كما أخبر عن نفسه وأخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {التوبة: 78}.
وفي صحيح البخاري ذكر في حديث الاستخارة: فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب.
فالواجب على المسلم أن يوقن بما ثبت صريحاً في نص الوحي، ويسأل عما لم يفهم، ولا يحمل الآية معنى لا تحتمله.
وأما الآية المذكورة، فقد أجاب الشوكاني في تفسيره عن هذا الإشكال الذي ذكرت، فقال: إنما ذكر القتل مع علمه سبحانه أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقتل لكونه مجوزاً عند المخاطبين.
يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجوز عندهم أن يموت أو يقتل كما حصل لمن خلا قبله من الرسل، فإذا حصل هذا فلا يليق بكم أن ترتدوا عن دينكم وتنقلبوا على أعقابكم، بل الواجب أن تواصلوا سيركم في نصر دينكم، والجهاد في سبيل الله تعالى، ثم أنه يتعين علينا نحن المسلمين الآن أن نوجه أفكارنا وطاقاتنا إلى التأمل في الآيات التي تحض على نصر الدين والتمسك به والذود عن أهله، وألا نولد الشبه ونشتغل بالخواطر الشيطانية عن المعاني الواضحة في القرآن.
والله أعلم.