الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل جواز عمل المسلم عند الكفار إلا أنه قد يعرض لذلك ما يخرجه عن الجواز إلى الحرمة، كأن يكلف عملاً يشتمل على محرم، فإن عمله عندها يكون حراماً قطعاً، ولا ريب أن تكليف المسلم لعمل أسطوانات لدروس وتعاليم النصرانية محرم، فإن المسلم في هذه الحالة صار ناشراً شاء أم أبى لدين يعتقد بطلانه وكتب يقطع بتحريفها، وكيف يستقيم في العقل أن يقوم المسلم ليصلي بقوله جل وعلا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ {الإخلاص: 1-2}.
ثم في نفس الوقت يعمل ويصنع أسطوانات تؤمن بالتثليث وتكفر بالوحدانية!!
فهذا وحده كاف في الجزم بحرمة العمل في هذه الشركة لما في هذا العمل من نشر الكفر والشرك والبهتان في حق الله وحق رسله الكرام، ثم تأتي بعد ذلك مسألة الأفلام والأغاني المحرمة، والتي لا يجوز إشاعتها ولا الإعانة على نشرها وتسويقها، لدخول ذلك في عموم قوله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.
وقوله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النــور: 19}.
فهذا فيمن يحب فكيف بمن يعمل، وأعظم من نشر الأغاني والأفلام ترك الصلاة وتأخيرها حتى يخرج وقتها، فالمقصود أن عمل المسلم بهذه الشركة حرام قطعاً لما تقدم بيانه، ويجب عليك ترك هذا العمل فوراً، كما يجب عليك نصح من يعمل معك من المسلمين بترك هذا العمل فوراً.
والله أعلم.