الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 9299، أنه ينبغي المبادرة بغسل الجنابة ولا يجب ذلك ، وورد أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يتطهر، ففي سنن أبي داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر، والمتصمخ بالخلوق، والجنب إلى أن يتوضأ. قال صاحب عون المعبود قوله: لا تقربهم الملائكة. أي النازلون بالرحمة والبركة على ابن آدم لا الكتبة فإنهم لا يفارقون المكلفين. اهـ. ويستحب للجنب أن يتوضأ قبل الأكل والنوم ونحو ذلك، قال المرداوي في الإنصاف ويستحب للجنب إذا أراد النوم أو الأكل أو الوطء ثانيا أن يغسل فرجه ويتوضأ على الصحيح من المذهب. وأما قولك: هل الشياطين تحوم حول المرأة. فلم نقف له على دليل. وأما قولك: ولا يمكنها مغادرة غرفة نومها، فالجواب أنه يجوز للجنب أن يخرج ويقضي حوائجه ويجالس الناس، لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جنب فأخذ بيدي فمشيت معه حتى قعدنا فانسللت فأتيت الرحل فاغتسلت ثم جئت وهو قاعد، فقال: أين كنت يا أبا هر، فقلت له- أي أخبره بأنه كان جنباً -فقال: سبحان الله يا أبا هر إن المؤمن لا ينجس.
والله أعلم.