الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الله تعالى قد حرم الكذب في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، والكذب هو الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد، وهو كبيرة من الكبائر. ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. وواجب المسلم أن يبتعد عن الكذب كله صغيره وكبيره، وليس من الكذب أن ينقل الخبر بالمعنى؛ لأنه من الصعب ضبط الكلمات التي قالها الشخص وحكايتها دون زيادة أو نقص . ولا من الكذب أيضا أن ينقل المرء عن غيره ما اعتقد أنه هو المقصود من كلامه. وعليه، فإذا كنت حكيت مقالة أستاذك بالمعنى أو حكيت ما اعتقدت أنه هو مقصده مما قال فإنك لا تعد بذلك كاذبا. وإن كنت غيرت في كلامه قصدا مع علمك بمدلول ما قاله فذلك هو الكذب، وعليك أن تتوب منه. وأما موضوع الامتحان وتغييره أو إبقاؤه فتلك أمور من اختصاص الأستاذ أو الهيئة الموكول إليها ذلك. ولا شيء عليك فيما أعادوا أو غيروا أو بدلوا منه، وسواء كان الحامل لهم على ذلك هو كلمتك أنت أو غيرها، فلا إثم عليك فيه إلا من حيث حصول الكذب منك إن كان حصل على وجه العلم والعمد، وليس يلزم أن تسأل الأستاذ عما إذا كان ما قلته له هو الحامل له على إعادة الامتحان.