الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم مقاصد الشرع أن يكون المسلمون على أحسن حال من المودة والألفة، ويتأكد هذا بين الزوجين خاصة إذا كان بينهم أبناء لما يخشى من تأثير الخلاف المؤدي إلى الطلاق على حياتهم، وهذا ما أثبتته البحوث العلمية وأيده الواقع، ومن هنا ندعوك إلى محاولة الصلح بينك وبين زوجك وتوسيط أهل الخير والعقلاء من أسرتيكما حتى تستقيم الأمور وتعود إلى طبيعتها.
وإذا كان السبب في هذا تقصير الزوج في الإنفاق، فهذا يمكن معالجته بدوام النصح والصبر الجميل، ولا بأس بأن تذكريه في هذا الصدد بأن الشرع أوجب عليه القيام بالأنفاق عليك وعلى بنيه الصغار، وأن تخليه عن ذلك معصية وتضييع لهذه المسؤولية التي عليه، وفي الحديث: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط، وراجعي الفتوى رقم: 19346، والفتوى رقم: 21173.
فإن قبل النصح فبها ونعمت، وإن أبى فلا مانع من أن ترفعي أمره إلى القاضي ليجبره على ذلك، وإلا طلقك منه، سواء كان ذلك عن غنى أو عسر حيث لم ترضي بالمقام معه.
والله أعلم.