الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اللواط محرم بإجماع الأمة، وهو مناف للفطرة السليمة. قال تعالى في أصحابه: أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ* وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ {الشعراء: 165-166}.
ولكن رحمة الله واسعة، وقد وعد بها التائبين والمستغفرين. قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء: 110}. وقال عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}. وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وقال صلى الله عليه وسلم: الندم توبة. رواه أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود.
فبادر أيها الأخ الكريم إلى التوبة ولا تتردد. وشروط التوبة هي الندم، والنية أن لا تعود إلى الفعل، وأن تقلع عنه مع الإخلاص لله في ذلك.
وأما طلب العفو ممن فعلت به الفعل فإن كان طائعا به فليس عليك أن تطالبه بالمسامحة، وإن كنت أكرهته عليه، فإن من تمام توبتك أن تطلب منه العفو إن أمكن وجوده.
ونذكر أن جميع ما ذكرناه هو على تقدير أنك بلغت حد الخطاب الذي هو الحلم أو الإنبات أو بلوغ خمسة عشر عاما من العمر. وأما إذا لم يكن حصل شيء من ذلك قبل فعلك ذلك، فلا شيء عليك. روى أحمد وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.
والله أعلم.