الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك أن الزواج يساعد العبد على الاستقامة والطاعة لأنه يؤدي لضبط النفس عن النزوات الشهوانية الجنسية، ويساعد على العفة وغض البصر والبعد عن المعاصي، ويدل لذلك ما في الحديث: من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي. رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وفي الحديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
ولكن هذا لا يسوغ تأخير العزم الصادق على التوبة والاستقامة على الطاعة لأن العبد لا يدري متى يموت، فعليه أن يبادر بالتوبة والإنابة إلى الله، ويحمل نفسه على العفة حتى يرزقه الله من فضله، وليستعن على ذلك بالدعاء والصحبة الصالحة والنظر في كتب الترغيب والترهيب والإكثار من ذكر الله، قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}.
واعلمي أن المعاصي تسبب الحرمان، والطاعات تسبب حصول المراد، فاجعلي طاعة الله وسيلتك لتحقيق طموحاتك وإرضاء ربك الذي بيده قضاء جميع حاجاتك الدنيوية والأخروية، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 41016، 31768، 33860، 5871، 34932.
والله أعلم.