الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأولى في السلام على الميت هو الاقتصار على ما ثبت عن رسول الله صلى الله وسلم وما كان يعلمه أصحابه إذا خرجوا إلى المقابر، وهو ما أخرجه الإمام مسلم وغيره من حديث بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية. وفي رواية: أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع.
وأما التسليم عليهم ثلاث مرات، فلعله -كما قال ابن مفلح في الآداب الشرعية- رأي لعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر مع جلالته وفضله وحرصه على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأيه في أي شيء لا يمكن أن يقدم على ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنة التي لم يرد لها نسخ ولا تخصيص أو تقييد.
ثم إن كلام ابن مفلح هذا الذي في الآداب الشرعية لم نقف له على نظير عند غيره، ولعله يقصد بقوله: ورد تكراره في المهاجرين أن السلام على الميت ثلاث مرات قد تكرر فعله من المهاجرين، فيكون في كلام ابن مفلح تحريف من بعض النساخ فالأصل (تكرر فعله من المهاجرين).
والله أعلم.