الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه من المعلوم أن الدنيا دار ابتلاء وشأن المؤمن فيها الصبر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيراً، وإن أصابته ضراء صبر وكان خيراً. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. رواه مسلم.
فعليك يا أختاه بالصبر، فإن عاقبته حميدة في الدنيا والآخرة، ولتكثري من سؤال ربك تفريج الهم، وتيسير الأمر، والزمي طاعة ربك واتقيه، فإنه سبحانه وتعالى وعد المتقين بتفريج الكرب، فقال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2}.
أما فيما يتعلق بزواجك من هذا الرجل الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت، فالأصل أنه يجوز للمسلمة الزواج من كل مسلم بغض النظر عن بلده وجنسيته، وعن الوسيلة التي تعرفت عليه بها، هذا من حيث العموم.
لكن ينبغي أن تنتبهي إلى أمر مهم وهو أن سعي المرأة إلى الزواج عن طريق الإنترنت يعد طريقاً غير قويم، وذلك لعدم التأكد من صدق واستقامة الرجل وجديته هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن في ذلك سبيلاً لتتبع خطوات الشيطان، والإنجرارإلى الوقوع في ما لا يرضي الله تعالى، وكان الأولى للأخت أن تبحث عن زوج بطريق أخرى أبعد عن الريبة.
أما الآن، وقد حصل ما حصل فنقول: إذا كان الذي تعرض لخطبتك كفؤا ذا دين وخلق، فلا حرج في قبوله، ولا مسوغ لرفضه، لذا فليتوجه لولي أمرك، فإن قبل به فذلك المطلوب؛ وإلا فلك أن ترفعي أمرك إلى القاضي، كما بينا في الفتوى رقم: 53592.
وأخيراً نحذر الأخت من الإقدام على الزواج بغير موافقة وليها أو القاضي الشرعي أو من يقوم مقامه هوعند تعذره كما قدمنا.
والله أعلم.