الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تقصد بالدعاء على القبور الدعاء عند زيارتها والدعاء لأصحابها فهذا مستحب، قال ابن تيمية: فالزيارة الشرعية أن يكون مقصود الزائر الدعاء للميت، وقال في موضع آخر: سن لمن زار القبور أن يسلم على الميت ويدعو له، كما سن أن يصلي عليه قبل دفنه ويدعو له، فالمقصود بما سنه صلى الله عليه وسلم الدعاء للميت. اهـ. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 5023، والأفضل أن يكون الدعاء في هذه الحالة سرا، قال الله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}.
أما إن كنت تقصد الدعاء بعد الدفن والقيام على قبره فذلك سنة أيضاً؛ لما ثبت عند أبي داود بسند صححه الألباني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له الثتبت فإنه الآن يسأل.
وانعقد إجماع الأمة على انتفاع الميت بدعاء الأحياء. قال في الموسوعة الفقهية: وعقب الدفن يندب أن يقف جماعة يستغفرون للميت لأنه حينئذ في سؤال منكر ونكير.. وصرح بذلك الجمهور. اهـ.
وقد أجاز بعض العلماء المعاصرين الدعاء بصوت مرتفع والتأمين من الحاضرين بغير أن يتخذ سنة دائمة -يعني تفعل أحيانا من باب المصلحة- لأن كثيراً من الناس يقف لا يدري ما يدعو به.
وعليه؛ فينبغي عدم الإنكار على من يفعل ذلك؛ ولكن ينصح بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الخير كله في اتباع من سلف.