الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يفهم من قولك إن نتائج فحص زوج المرأة تثبت أنه غير قادر على الإنجاب هو أنك تعتقد أن المرأة إنما حملت من زنا، وأن زوجها ليس هو صاحب هذا الحمل، وهذا خطير للغاية، وإن نطقت به كان قذفاً لتلك المرأة، وقد قال الله تعالى في القذف: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {النور:4}، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23}.
وعد النبي صلى الله عليه وسلم القذف من الموبقات السبع، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر.... إلى قوله: وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
وعليه، فلا يجوز لك أن تخبر زوج المرأة بما ذكرت؛ لأنه أولاً: قذف للمرأة، ولأنه ثانياً: سيؤدي إلى الفساد بينهما، ولأنه ثالثاً: أمر غير محقق؛ لأن نتائج الفحوص تكون في الغالب ظنية وليست قطعية، مع أنها لو افترضنا قطعيتها لما كان ذلك مبيحا لما ذكرت.
والله أعلم.