الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت -أخي السائل- من مشاكل مع زوجتك، كثيرًا ما تحدث بين الأزواج، وخاصة في بداية الزواج، والسبب هو عدم فهم كل من الزوجين للآخر؛ حيث إن فترة ثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر، قد لا تكون كافية لحصول التفاهم المرجو، فننصحك بأن تتريث في أمرك هذا، وأن تحاول أن تفهم شخصية زوجتك فهمًا جيدًا، وهي كذلك، فإن التفاهم هو أول خطوة في طريق استقرار الحياة الزوجية.
أما عن حكم الطلاق، فقد قال ابن قدامة في المغني: والطلاق على خمسة أضرب - يعني منه الواجب، والمستحب، والمباح، والمكروه، والحرام – إلى أن قال: والثالث: مباح، وهو عند الحاجة إليه؛ لسوء خُلُق المرأة، وسوء عشرتها، والتضرر بها، من غير حصول الغرض بها. انتهى.
لكن وإن كان الانفصال مباحًا في مثل حالتك، إلا أننا ننصحك بالصبر عليها، وإحسان سياستها، ونصحها بلين، وحكمة.
واعلم أنه سيظل بها عوج، مهما حاولت إصلاحها، وإقامتها، فليس أمامك إلا أن تستمتع بها على عوجها هذا، فهذا شأن النساء، ولا تنفرد هي بذلك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع، ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها، كسرتها، وكسرها طلاقها رواه البخاري، ومسلم، وهذا لفظ مسلم.
وقولك لها: (نحن في بداية الطريق، والحب لا يأتي بهذه السرعة، وإن الحب يأتي من خلال العشرة، ومن خلال تضحية كل منا للآخر، بعدها -إن شاء الله- تتم المودة بيننا، والرحمة)، هو عين الصواب، نرجو أن تلتزم به، وتطبقه.
وإن وصل الأمر إلى النشوز، وهو: عصيان المرأة لزوجها، وترفّعها عن طاعته في المعروف، فلك أن تتعامل معها معاملة الناشز، وقد تقدم الكلام عن كيفية التعامل مع المرأة الناشز، وذلك في الفتاوى: 25009، 9944، 26794، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى: 15387.
والله أعلم