الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الرجل الذي ينوي الزواج بك صاحب دين وخلق، فينبغي لك قبوله زوجاً، وأما السفر معه إلى ذلك البلد، فإن كان البلد الذي يقيم فيه لا يمنع المسلمين من أداء شعائر دينهم، وكنت تأمنين على نفسك من الوقوع في المحرمات في حال إقامتك معه في ذلك البلد غير الإسلامي، فلا مانع من قبول الزواج به، هذا فيما يتعلق بالزواج بالرجل المذكور.
وأما بخصوص تركك لأبويك وسفرك عنهما في حال ما إذا تم الزواج ففيه تفصيل، فإن كان الأبوان في غير حاجة إلى خدمة أحد، فهذا لا إشكال في سفرك عنهما وتركهما ما داما وافقا على زواجك.
أما إن كانا محتاجين إلى من يقوم بخدمتهما ويرعى شؤونهما، فيمكنك التفاهم مع باقي إخوتك، وذلك بالتناوب على خدمتهما أو كراء شخص مأمون يتولى ذلك بالنيابة عنكم، وتكون الأجرة بينكم لأن إخدام الأبوين يدخل ضمن النفقة الواجبة لهما في حال عسرهما.
قال خليل بن إسحاق: وبالقرابة على الموسر نفقة الوالدين المعسرين... وخادمهما وخادم زوجة الأب. هـ
والله أعلم.