الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن الدم الذي ينزل من المرأة هو دم حيض؛ ولذا فقد كان الواجب على امرأتك أن تحرم من الميقات وتنتظر ولا تصلي ولا تطوف بالبيت حتى يتبين حالها، فإن استمر يوما وليلة تيقنت أنه حيض؛ لأن أقل الحيض استمرار نزول الدم يوما وليلة على المعتاد بأن تكون بحيث لو أدخلت قطنة في فرجها خرجت ملوثة بالدم، وإن انقطع لأقل من ذلك تبين أنه دم فساد ولزمها قضاء الصلاة التي تركتها، وبعد ذلك تغسل أثر الدم ولا يلزمها غسل، ثم تطوف وتكمل بقية عمرتها.
وأما إذا استمر نزوله يوما وليلة على المعتاد فهو دم حيض لا يصح غسلها منه إلا بعد رؤية الطهر بنزول القصة البيضاء أو الجفاف التام.
وعليه، فإن كانت زوجتك اغتسلت قبل الطهر فغسلها غير معتبر ولو لم ينزل منها دم بعد غسلها، وعليها أن تعيد الطهارة والعمرة. وما ارتكبته من المحظورات فما كان منها من قبيل الترفه كالطيب وتغطية الوجه والوطء ونحو ذلك فلا كفارة عليها فيه، وما كان من قبيل الإتلاف كحلق الشعر وتقليم الأظافر فعليها في كل محظور فدية.
والله أعلم.