الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الوفاء بالوعد أمر محمود، وأن إخلافه على العكس من ذلك، لكنه كما قال أهل العلم: لا يلزم الوفاء به، ولا سيما إذا منع من الوفاء به مانع.
وعليه، فلا نرى مانعاً من التراجع عن ما وعدت به المرأة المذكورة، وذلك لعدة أمور؛ منها: أن ما جرى بينكما هو مجرد وعد، والوعد كما سبق لا يلزم الوفاء به، ومنها: أن أهلك يعارضون خطبتك لها.
ومن المعلوم أن الإقدام على الزواج ممن لا يرغب فيها الأهل تترتب عليه أمور -غالباً- وخيمة من قطع الرحم والتباغض بين أفراد الأسرة ونحو ذلك، ومنها أنك كما ذكرت لم تعد ترغب فيها كما كنت من قبل وهو أمر يجعل الزواج منها على هذه الحالة عرضة للفشل وعدم الاستقرار.
ولا يحتاج التراجع عن الوعد بالخطوبة إلى اختلاق مبرر كذب، فالكذب يحرم ولا يسوغه ذلك، فمن أراد أن يتفادى كسر خاطر المخطوبة أو الموعودة بالخطبة فله مخارج كثيرة من ذلك غير الكذب، علماً بأن منع الأهل إن كان حقاً يعتبر مبرراً سائغاً، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 10570، والفتوى رقم: 4220.
وعليك قطع علاقتك بهذه الفتاة.
والله أعلم.