الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يصلح لك زوجك وأن يهديها سبيل الرشاد، أما بشأن تقصيرها في الصلاة، فهذا أمر غاية في الخطورة، فعليك بنصحها فإنك مسؤول عنها لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ {التحريم: 6}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته. الحديث متفق عليه. فلا تأل جهدا في نصحها وإلزامها بالمحافظة على الصلاة، وليس الانشغال بالطفل وأعمال المنزل ولا غيرها من الأعمال- مهما كانت- مبررا لترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها، فكيف تريد أن يتربى أولادك على الإسلام والأخلاق الفاضلة على يد من يقصر في أعظم ركن من أركان الإسلام، ففاقد الشيء لا يعطيه. أما عن طلباتها الكثيرة، فمن حقها طلب نفقتها ونفقة طفلها بالمعروف، وما زاد على ذلك فلا يجب عليك إعطاؤها إياه، إلا من باب الفضل والإحسان ومن حسن العشرة، وقد قال الله سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. فننصحك بالصبر على زوجتك وتعليمها أمور دينها، فإنها نشأت في بيت لا يعرف أهله الإسلام، عرفنا ذلك من قولك إن أهلها لا يوجد فيهم أحد يصلي. واحرص على أن يكون لها صواحب طيبات قنوعات، وحاول إبعادها عن صديقات السوء، وعن كل من يعمل على إفسادها ولو كانوا أهلها بدون قطيعة رحم، واعمر بيتك بذكر الله من أشرطة نافعة وكتب مفيدة وقصص هادفة. واستعن بالله والجأ إليه بالدعاء أن يصلحها ويهديها، وردد قول الحق تبارك وتعالى: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً{الفرقان: 74}. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.