الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قرأ هذا الحرف ( لينذر) بتاء الخطاب المدنيان ( نافع، وأبو جعفر)، وابن عامر، ويعقوب. وقرأه بقية العشرة بياء الغيبة. وعلى ذلك فهما قراءتان متواترتان
وعلى قراءة التاء فإن الخطاب يكون للنبي صلى الله عليه وسلم وبداية الكلام " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ *لتنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ"، أي لتنذر أنت يا محمد من كان حيا.. ، وأما على قراءة ياء الغيبة فيكون المعنى لينذر الله تعالى، أو لينذر هذا القرآن المذكور في قوله تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ.... قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: المقصود التعريض بهؤلاء الكافرين المعرضين عن دلائل القرآن الكريم وتشبيهم بالأموات الذين لا يسمعون ولا ينفعون .. . كما قال تعالى: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ...، وكما قال تعالى: إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ. والمعنى لينذر من كان حيا فيزداد حياة بالقرآن والامتثال والإيمان.. فيفوز، ومن كان ميتا فلا ينتفع بالإنذار فيحق عيه القول فيهلك.