الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس للوالد منع ابنته من الزواج من كفؤها إذا تقدم لها، وقد جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث يا علي لا تؤخرهن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد مختلف في صحته.
فعلى هذا الولي أن يتقي الله في ابنته التي تقدم بها السن، وأن لا يعضلها ويفوت عليها فرصة الزواج، ويكون سببا في عنوستها وفوات قطار الزواج عليها، والحل هو أن تفصحي لوالدك عن رغبتك في الاقتران بهذا الرجل ولا يمنعنك الحياء من ذلك، فإن هذا مستقبلك وحياتك، فلا تجاملي أحداً فيهما، ولك أن تستعيني بمن يملك القدرة على إقناع والدك بهذا الأمر.
واجتهدي في الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن يشرح صدر أبيك لهذا الرجل، وأن يرزقك الزوج الصالح، واعلمي أن الخير فيما اختاره الله، وأن الزواج قسمة ونصيب، فإن كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك لا محالة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فارضي بما قسم الله لك، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.