الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان مما ينبغي لصديقك هذا أن يفي لك بما وعدك به، فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهود إذا كانت في غير معصية. قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً{الإسراء: 34}. وفي الحديث الشريف: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر. متفق عليه .
وإذا عرفت أن صديقك لا يريد الوفاء بما عاهدك عليه، فإذا كنت تجد العمل عند غيره، فلا حرج عليك في ترك العمل معه. وإن لم تجد فرصة للعمل وكنت محتاجا إليه فنصيحتنا لك هي أن تصبر على ما بدا لك منه، وتبقى في العمل معه مع البحث عن غيره. ونسأل الله أن ييسر لك ما تزول به حاجتك.